أخبار عاجلة
الرئيسية / البرامج / برنامج البحوث والدراسات / الأحداث ودور الرعاية لهم دراسة ميدانية
مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 10376842_514735308699649_7130072396301732535_n-660x330 الأحداث ودور الرعاية لهم دراسة ميدانية

الأحداث ودور الرعاية لهم دراسة ميدانية

الأحداثُ ودور الرّعاية لهم

دراسة ميدانيّة

يوجد نوعان من المُؤَسَّسة العقابيّة الخاصة بالأحداث: أولهما يُدار بِشكلٍ مشتركٍ بين وزارة الداخليّة ووزارة الشّئون الاجتماعيّة، وثانيهما يُدار بمعرفة وزارة الشّئون الاجتماعيّة وحدها، يُودع فيها الأطفال الذين بلغوا سن 15 سنة ولم يتجاوزا سن 18سنة، بالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من دور الرّعاية الاجتماعيّة للأطفال تحت سن 15 سنة.

في مصر 24 مؤسسة عقابيّة منها 18 مؤسسة مُخصصة للأطفال الذكور، و6 مؤسسات للفتيات، ويَبلُغُ عدد الحالات التي تَستفيدُ من خدمة المؤسسات سنويًا 32231 حالة في العام الواحد. كما تَرعى وزارة الشّئون الاجتماعيّة مُؤسسات للإيواء يصل عددها إلى 161 مؤسسة(1).

قام المركز في إطار تقييمه لهذه الأماكن برصد العديد من الانتهاكات داخل مؤسسات رعاية الأحداث ودور الرعاية، وقد تكشّف له من خلال الزيارات الميدانيّة التي قامت بها وحدة البحث الميداني للمركز فشل تلك المؤسسات في أداء دورها الإصلاحي والتهذيبي والعلاجي للأطفال المودعين بها، إضافة إلى سوء الأوضاع المعيشيّة والصحيّة والتّعليميّة، واتضح أيضًا انعدام دور مكاتب التصنيف والتوجيه الذي لم يكن لهما أي دور على الإطلاق، وكذلك فقدان النظام العقابي للأحداث للبرامج العلميّة في كافة النواحي، إذ أن واقع الأمر أن تلك المؤسسات بوصفها أماكن للاحتجاز لتمضيّة فترة تقييد الحريّة يتمُّ استخدامها بمفهوم السجون وليس النظر إليها كمؤسسات علاجيّة وتهذيبيّة، وكذلك تستمرُّ الظروف السيئة داخل المؤسسات باعتبارها عقوبة إضافيّة إلى جانب تقييد الحريّة، وهذا مرجعه إلى ضعف الإمكانيات الماديّة، والبشريّة، والفنيّة بالإضافة إلى انعدام الوعي العقابي والإصلاحي لدى أغلب العاملين بمؤسسات الأحداث.

وقد اعتمد المركز في دراسته الميدانيّة لمؤسسات الأحداث في مصر على أربع منها: دور اعتبار الرعاية بالجيزة، ودار رعاية الفتيات بالزيتون، كنماذج حالة لدور الرعاية الخاضعة لإشراف وزارة الشّئون الاجتماعيّة، واعتبار المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج والمُؤسسة العقابيّة الجديدة بالمرج، وكذلك مؤسسة رعاية الفتيات بالعجوزة، كنموذج للمؤسسات العقابيّة للأحداث والتي تُدار بطريقة مشتركة بين وزارة الداخليّة ووزارة الشّئون الاجتماعيّة. وسوف نتولى عرض كلِّ منها مع التعليق على أهم الانتهاكات التي تحدث داخلها.

 

أولاً : مؤسسة دار الرعاية بحدائق القبة

 تتكون الدار من مبني واحد يضمُّ طابقين وحديقة يتكون الدور الأول من ثلاث عنابر نوم للفتيات، ويوجد به حجرة لغسيل الملابس بالإضافة إلى عشر حمامات صغيرة. ويوجد عنبر مشاريع التطريز اليدوي الآلي، وينقسم هذا العنبر إلى قسمين في فترة الإجازة.

1- قسم اليدوي: به ثلاث وظائف، وهي التطريز اليدوي، والتطريز الآلي، الخياطة وتقوم الفتيات في هذا القسم بالتناوب بين أقسامه وتبادل المهام به.

2- قسم صغيري السن: وتُمارس الفتيات في هذا القسم بعض الهوايات مثل: الرسم والموسيقي، من خلال متابعة المُشرفات بجانب بعض المجالات الثقافيّة . ويوجد أيضًا بالطابق الأول حجرة الإحصائيين، وتوجد بها أربع أخصائيات اجتماعيات، بالإضافة إلى حجرة مستقلة بالطبيب0

الدور الثاني: وهو عبارة عن 8 عنابر للبنات، وثلاثة عنابر للمشرفات داخل الدار به 4 مشرفات مقيمات، وهُنَّ مقسمات إلى أخصائيّة اجتماعيّة، و3 مشرفات دبلوم صنايع0

سبب الإيداع :    تُعدُّ دار الرعاية الاجتماعيّة بحدائق القبة في المقام الأول من دور الاستضافة فهي دار مفتوحة، وتُوجد بها أربع أنواع من المودعات، فهناك إيداع نتيجة ” تفكك أسري، وأيتام مجهولي النسب ” حالات عن طريق محكمة الأحداث وهي حالات تشرد فقط0

الطعام

1الإفطار: ويقدم من الساعة 9- 9.30 وهو عبارة عن ( مربي – جبنة – حلاوة ) أحيانًا أخرى   ( فول وجبنة وبيض )، بالإضافة إلى الوجبات الخارجيّة التي تأتي عن طريق التبرع ( مثل التبرع من الشبراوي، وهي عبارة عن فول وطعميّة وبطاطس)

2- الغذاء : (أرز، – خضار، لحم، السلطة) أساس كل يوم.

  3- العشاء : ويتضمن (بيض، –جبنة، –حلاوة ) ويضاف أحيانًا المربى.

ويصل عدد النزيلات بالدار إلى 49 فتاة باختلاف من الأعمار ولا يوجد فصل بين مختلف الأعمال وتقسيمهم حسب السن كالآتي :

7-9 سنوات يوجد 20 فتاة

11-14 سنة يوجد 14 فتاة

15-20 سنة يوجد 15 فتاة

ويسير البرنامج اليومي للفتيات في الدار على عدة مراحل تبدأ بالإفطار الساعة التاسعة صباحًا، ثم العمل في مشاريع التطريز من 9.30 – 2 ويتخللها فترة راحة نصف ساعة، ثم الغذاء ومشاهدة التلفزيون أو أداء الواجب الدراسي، ويتم توزيع وجبة العشاء الساعة الثامنة، وينتهي اليوم بالذهاب للنوم الساعة التاسعة مساء.

الإقامـــة : تستضيف الدار الفتيات من سن 7-18 عامًا وذلك طبقًا للوائح، إلا أن الدار تسمح للفتيات بالإقامة إذا تجاوزا سن الثماني عشر عامًا، وطلبوا البقاء بالدار، وذلك بأن يعملن ويعدن للمبيت بالدار، أو يتزوجن.

فلايوجد طرد إجباري رغم اللائحة، وتسمح عند عدم وجود محل إقامة بالعمل والرجوع إلى الدار مساءً. أما بقاء حالات التشرد التي تأتي عن طريق المحكمة فهي تظلُّ بالدار، وذلك تبعًا إلى صيغة الحكم التي تقول ” إيداع المُؤَسَّسة دار الضيافة كعائل مجتمع لحين ظهور الأهل “

التعليم:  تتعلم الفتيات في المدرسة للدار ما عدا (11بنت يتم محو أميتهم) وذلك داخل الدار؛ لأنهم أتين إلى الدار أكبر من السن القانوني للدراسة.

العـــــلاج : يوجد بالدور الأول للطبيب، ويأتي الطبيب على النحو التالي: طبيب باطني مرة في الأسبوع، وهو يوم الأربعاء، ويأتي طبيب الأمراض الجلديّة كل 15 يومًا مرة.

الزيـــارة : تعتبر دار الضيافة بحدائق القبة من دور الرعاية المفتوحة، حيث تخرج الفتيات كل 15 يومًا مرتين أي بمعدل مرة كل أسبوع، وذلك حسب اللوائح ويوم الإجازة هو يوم الخميس، أما زيارة الأهل فهي طوال الأسبوع.

الفرش و الأغطيّة : بمجرد دخول الفتيات الدار يتمُّ تسلميهن غيارين داخليين، وغاريين للمبيت وغيارين للخروج عبارة عن (حذاء، صابونة، ليفة) وعند الاستهلاك يتم استبدال هذه الأشياء واستلام غيرها. وداخل العنابر تقوم الفتيات الأكبر سنًا بالاهتمام بمن هم صغار السن والأشراف عليهن وتغيير الأغطيّة والمفروشات.

التريـــض : يوجد بالدار حديقة واسعة، وخلف مبني العنابر يوجد ملعب كبير تمارس به الفتيات الرياضة، ويتم تدريبهن عن طريق مدرب تربيّة رياضيّة، وتلعب الفتيات رياضات عدة مثل: السلة والكاراتيه، بالإضافة إلى مدرسي موسيقي، وواعظ ديني، وتستطيع الفتيات التّريض يوميًا هذا بالإضافة إلى الرحلات والمصايف.

الانحرافات داخل الدار:  ذكرت الباحثة الاجتماعيّة داخل الدار أنه لاتوجد انحرافات بشكل شائع داخل الدار، إلا أنه قد توجد بعض الحالات المتطرفة الاستثنائيّة من التحرش الجنسي من الفتيات، أو مشاجرات الفتيات أو المشاغبات فيما بينهن، وتُعاقب الفتاة بالضرب، أو شد الشعر، ولا يوجد حجرة للتأديب.

ثانيا : مؤسسة دور الرعاية الاجتماعيّة بالجيــــزة

أُنْشِئَتْ دار الرعاية الاجتماعيّة بالجيزة لتضمَّ الأحداث تحت سن 14 سنة، وهي عبارة عن خمسة مبانٍ، المبني الأول مكون من طابقين :

الطابق الأول  يوجد به نيابة القاهرة للأحداث، ويضمُّ عنبر لحجز المتهمين تحت التجديد، ويضمُّ الطابق الثاني أربعة عنابر مساحة كل  عنبر 9×9 متر، ويتكّون العنبر من حمام، غرفة للأخصائي المقيم مع الأطفال من الذكور، وبه عدد 24 سريرًا، هم طاقة العنبر وبه الآن 29 طفلًا، وخمس منهم ينامون على مراتب على الأرض، ويضمُّ ثلاث أخصائيين اجتماعيين موزعين على اليوم بأكمله. كما يوجد به حمام وغرفة للأخصائيّة التي تُقيم مع البنات، وثلاث أخصائيات اجتماعيات موزعين على اليوم بأكمله، ويُوجد مكتب للمديرة، ومكتب للأخصائيين الاجتماعين، والعنبر الثالث مخصص لتناول الطعام وبه تلفزيون وغير مفروش، ويوجد به عدد ” 5دكك ” للجلوس عليها والعنبر الرابع أيضًا مخصص للإناث، ويوجد منور أسفله ملئ بمياه الصرف الصحي؛ مما يؤدي لتفشي الأمراض، علمًا بعدم وجود طبيب للمؤسسة رغم وجود عيادة، فعلى سبيل المثال كُسِرَ ذراع أحد الأطفال، فتمَّ الذهاب به إلى المستشفي لعدم وجود طبيب متخصص بالمؤسسة.

التريـــض لا يمارس الأطفال المودعين بالمؤسسة الاجتماعيّة أي نوع من الرياضة رغم وجود مساحات واسعة تَصلح للملاعب. كما لا يُوجد مشرفين على النظافة، والأطفال هم الذين يقومون بتنظيف ومسح العنابر.

الطعـــام ويتكون من ثلاث وجبات:

الإفطار: يقدم الساعة 8.30 صباحًا، ويتكّون من ” جبنة، حلاوة، مربي، فول، ورغفين”

الغذاء: ويضمُّ خضار، سلطة، أرز، فاكهة كل يومين، اللحوم كل سبت وخميس.

وباقي لمباني من دور واحد أحدهم لتشغيل وتعليم البنات المودعين في المُؤَسَّسة وفوق سن 15سنة، ومبنى أخر لتعليم الأولاد المودعين في المؤسسة، وفوق سن 15 سنة  من الذين قضوا عقوبة مقيدة للحريّة بالمؤسسات العقابيّة. وأخر المباني مخصص لعمل الطعام “المطبخ” .

حالات نموذجيّة

1- حسام فاروق محمود معوض  13 سنة مقيم بمنشيّة ناصر الدويقة- القاهرة، يعمل في صناعة آريال التلفزيون، اِتُّهم بإحراز عدد 3 باكتات بانجو بغرض الاتجار، تمَّ القبض عليه في 13/6/1998، قضي سبعة أيام في قسم منشيّة ناصر، ثم عُرِضَ على النيابة فأمرت بإيداعه المُؤَسَّسة الاجتماعيّة بالجيزة، قَضَى يومين في القسم، ثُمَّ أُودع المُؤَسَّسة في 22/6/1998.

2- مصطفى محمد حسان  13سنة، يسكن الزاويّة الحمراء عزبة أبو ليله، يعمل سمكري سيارات، متهم في قضيّة قتل، قُبِضَ عليه في مايو 1998، وحُجِزَ في القسم 64 يومًا، وتخللها عرض على النيابة أكثر من مرة لتجديد الحبس، وذلك هو مودع في القسم، وبعد ذلك تمّ ترحليه إلى المُؤَسَّسة الاجتماعيّة منذ منتصف يونيو 1998.

3- عمرو أحمد حسن صالح  14 سنة، ش سعد زغلول أوسيم الجيزة، يعمل سمكري سيارات، اِتُّهِمَ مع طفلين آخرين في قضيّة سرقة، تمّ القبض عليه يوم 30/3/1998 حجز في مركز شرطة أوسيم وعرض على النيابة في 1/4/1998، أمرت النيابة إيداعه المُؤَسَّسة الاجتماعيّة بالجيزة منذ تاريخ 2/4/1998.

4- أحمد عبد العزيز عبد الحميد  14 سنة، أوسيم – جيزة، لا يعمل، متهم في قضيّة سرقة (بوتاجاز صغير وعدتين تليفون)، تَمَّ القبض عليه في 30/3/1998 وأودع مركز شرطة أوسيم، عُرِضَ على النيابة في 1/4/1998، فأمرت النيابة بإيداعه المُؤَسَّسة الاجتماعيّة بالجيزة بتاريخ 2/4/1998.

5- ماهر أحمد عبد الباقي تليمه  14 سنة، مقيم بمشروع الصغيرة – طاحونة تليمة –أوسيم-جيزة، لا يعمل، متهم في قضيّة سرقة، يتمُّ القبض عليه في 30/3/1998 وأودع مركز شرطة أوسيم ثُمَّ عُرِضَ على النيابة في 1/4/1998، فأمرت النيابة إيداعه بالمؤسسة الاجتماعيّة بالجيزة في 2/4/1998.

6-عبد الحميد مصطفى عبد الحميد 14 سنة ونصف، مقيم بالمطريّة –القاهرة يعمل تباعًا على عربة نقل، متهم في قضيّة هتك عرض ذكر، حجز في قسم الزيتون 45 يومًا، مودع في المُؤَسَّسة الاجتماعيّة بالجيزة منذ أبريل 1998، ويزعم أن وكيل النيابة حكم بضربه بالكرباج وتعليقه بالفلكة كي يقرَّ ويُصدّقُ على اعترافه بمحضر الشرطة، ويُعْرِبُ مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء عن قلقه البالغ إذا صحَّ هذا الزعم إذ كيف لمن يُمثل المجتمع والمُفوّض بالرقابة على هذه التجاوزات أن يقوم بذلك متجاوزًا القانون، وبعد قيام أي موظف عام في عرف القانون بالتعذيب واستعمال للقسوة جريمة يُعاقب عليها قانون العقوبات المصري ويحرمها الدستور والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان.

7-محمد محمود محمد  14سنة ونصف، مقيم بشبرا الخيمة – بهتيم –عزبة ناصر، مساعد نجار مسلح، اتُّهِمَ في جنحة سرقة بالإكراه، تمَّ القبض عليه في قسم شرطة شبرا الخيمة، وعُرِضَ على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام، وقضاها في القسم، ثم عُرِضَ على النيابة مرة أخرى فأمرت باستمرار الحبس 45 يومًا مع إيداعه المُؤَسَّسة الاجتماعيّة بالجيزة منذ أوائل شهر يونيو 1998.

8- صبري سعيد أمام  13 سنة، البدرشين –الجيزة يعمل في مدبغة جلود، متهم في جنايّة اغتصاب وقتل أنثي، مودع في المُؤَسَّسة من يناير 1998، وتمَّ حجزه طوال شهر رمضان في مركز شرطة البدرشين !

9- عادل عبد الباقي السيد  14 سنة مقيم بمساكن عثمان –شبرا الخيمة، يعمل ميكانيكي، متهم في قضيّة سرقة بإلإكراه، مُودع بالمؤسسة مُنذ يناير 1997.

10- محمد رمضان شحاته  14سنة، مقيم بمسطرد، عامل بشركة بتروجيت للبترول، متهم في قضيّة سرقة بإلاكراه وقتل، احتجز في القسم شهرين منذ شهر مارس 1998، مودع المُؤَسَّسة الاجتماعيّة منذ شهر مايو 1998.

11- أحمد محمود عبد الحميد  14 سنة، خرطة عاصم، صفط اللبن، جيزة، اتُّهِمَ في قضيّة اتجار مواد مخدرة، ويعمل منادي سيارات ميكروباص، احتجز 15 يومًا في قسم شرطة العمرانيّة، مودع بالمؤسسة منذ أكتوبر 1997.

12- رمزي نصي أمين  14 سنة، مقيم بعزبة المُفتي، إمبابة، يعمل في محل كشري، متهم في قضيّة هتك عرض أنثي، احتجز 15 يومًا في قسم إمبابة، مودع بالمؤسسة الاجتماعيّة منذ يناير 1998.

13- محمد صلاح الدين الغنام  14 سنة، إمبابة، ش الحريّة، بلوك 102، نجار موبيليا، متهم بتعاطي مواد مخدره بودرة، اِحْتُجِزَ في قسم شرطة إمبابة 15 يومًا، ومنذ شهر مايو مُودع بالمؤسسة الاجتماعيّة.

14- أيمن محمد شحاتة  14 سنة، مقيم بشبرا الخيمة، ويعمل عامل كاوتش لراوح الغسالات، متهم بقضيّة هتك عرض ذكر، احتُجِزَ 35 يومًا في قسم شرطة شبرا الخيمة أول، مودع في المُؤَسَّسة الاجتماعيّة منذ أوائل يونيو 1998.

15 – ناصر فتحي محمد علي 14 سنة، مقيم بوراق العرب، الجيزة، ويعمل في سوبر ماركت خاص بوالده، اِتُّهِمَ في قضيّة سرقة، احتُجز 35 يومًا في قسم إمبابة ، مودع بالمؤسسة منذ شهر مارس 1998.

ثالثًا : المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج 

تبعد المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج عن القاهرة حوالي 40 كيلو متر، وتبلغ مساحتها حوالي فدانين، ومحاطة بتسع من أبراج مراقبة موزعة على السور بالمؤسسة الذي يبلغ ارتفاعه 4.5 أمتار، ويوجد للمؤسسة بوابتان، بوابة عموميّة، ويتم من خلالها دخول الزيارات ودخول عربات الضباط، وتوجد غرفة للأمن على يمين البوابة مساحتها 3×3 متر، وهي مخصصة للأمن والمسؤولين عن دخول الزيارة وبها شاويش و2 من المجندين للحراسة. إضافة إلى بوابة أخرى بجوار مستشفى الأمراض العقليّة، وهذه البوابة لخروج عربات الترحيلات.

العنابر   تتكون المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج من 11 عنبرًا يخصصُّ عشرة منها لإقامة النُّزلاء ، والعنبر العاشر عبارة عن مطبخ وميز لتناول الطعام فيه، وهو معد لاستقبال 700 نزيل، بالإضافة إلى مبنى عبارة عن دورين للإدارة، وورش لإصلاح العربات الخاصة بالضباط، وورش لعمل السّجاد، ومبنى للزيارة، وغرفة للتأديب، وملاعب للتّريض.

يوجد عدد تسعة عنابر لإقامة النُّزلاء المحكوم عليهم بعقوبة مقيدة للحريّة، والعنبر العاشر مخصص للمودعين في المُؤَسَّسة على ذمة التحقيق في القضايا موضع الاتهام الموجه إليهم، كما يضمُّ النُّزلاء الجدد المحكوم عليهم ويقضون به مدة أسبوع، ثم يُعاد توزيعهم على العنابر الأخرى.

والعنبر عبارة عن مستطيل طوله 50 م، وعرضه 6 م، وارتفاعه يقترب من 6 أمتار، ويوجد باب رئيسي للعنبر يُغلق في تمام السّاعة الخامسة بعد التمام على النُّزلاء ، وفي أحيان كثيرة لا يسمح للنزلاء بالخروج من العنبر طوال اليوم.

وينقسم كل عنبر إلى أسرّتين بينهما باب مشترك، وكل أسرّة يوجد بها عدد ثمان شبابيك طولها متر وعرضها متران، ولا يوجد بها شيش أو زجاج مطلقًا.

ويوجد بكل عنبر إضاءة لا بأس بها فضلًا على وجود مروحتين لكل أسرّة أي أربع مراوح داخل العنبر، ويوجد دورة للمياه مكونة من ثلاث حمامات، ومساحة كل منها 2 م × 1م ويوجد بكل عنبر تليفزيون، وذلك بعد زيارة السيّدة وزيرة الشئون الاجتماعيّة في عام 1998.

عدد الأسرّة  بالأسرّة الواحدة 18 سريرًا أي 36 سريرًا بالعنبر، ويوجد دولاب صغيرة مكون من ضلفة معد لوضع الزيارة الخاصة بالمزيل. والعنبر مجهز لكي يستوعب 36 نزيلًا، وفي حالة الزيادة عن العدد المحدود يتم وضع نزيلين على سرير واحد عند النوم.

في شهر مايو 1998، قامت السيدة وزيرة الشئون الاجتماعيّة بزيارة المؤسسة، وطالبت بتوفير الإضاءة الجيدة، وتركيب المراوح داخل العنابر، وطالبت بتعديل المُؤَسَّسة القديمة المعدة للفتيات وتجهيزها لتستقبل الفتيان.

المياه داخل العنبر  كانت مالحة وملوثة مما أدى إلى ظهور حالات عديدة مصابة بالمغص الكلوي، علاوة على انقطاعها لفترات طويلة إلى أن تولّى إدارة المُؤَسَّسة المقدم /أحمد مبارز، فأصبحت المياه نظيفة ومتوافرة بشكل دائم.

الخدمات والمهام داخل العنبر  يتم تعين رئيسًا للعنبر ووكيلًا له، ورئيس للنظافة ووكيلًا له، ورئيس السهريّة، وعدد 8 أعضاء متطوعين له، ويتمُّ الاختيار، وتوزيع المهام بمعرفة الأخصائي الاجتماعي والضباط، ويكون لرئيس العنبر الذي يعد الأقدام في بدء تنفيذ حكمه داخل العنبر ووكيله الحق في الأشراف على نظافة العنبر، وعلى رئيس السّهريّة مُعاينة الاستيقاظ ليلًا حتى الثالثة صباحًا خوفًا من الاعتداء الجنسي من النُّزلاء على البعض الأخر.

ويعدُّ الاعتداء الجنسي أكبر الانحرافات شيوعًا داخل المؤسسة، إضافة إلى تعدد المشاجرات، مما يؤدي إلى تكدير العنبر بالغلق لمدة يومين، مع ضرب القائم بهذا الفعل، وقص شعره، وإلقائه في عنبر التأديب وينال رئيس العنبر نفس العقاب من قص شعره وإيداعه غرفة التأديب، ويحدث ذلك نتيجة إهمال الرعاية من الإدارة العقابيّة على الأطفال طوال النهار، بالإضافة إلى الليل أيضًا وعدم شغل أوقات النُّزلاء بالأنشطة الثقافيّة والبرامج التّرويحيّة.

الحياة اليوميّة داخل العنبر    

الطعام    يتم الاستيقاظ الساعة 7 صباحًا، ويبدأ اليوم بنظافة العنبر نظافة شاملة (مسح +كنس+تنظيف الأسرّة)، ويتمُّ فتح باب العنبر الساعة 8 صباحًا، ويبدأ بعد ذلك الذهاب إلى المطبخ لتناول وجبة الإفطار.والمطبخ يعد العنبر رقم 10 وهو معد لاستقبال 700 نزيل، ويتكون الإفطار من  (فول +جبنة +رغيفين كل يوم) عدا الثلاثاء فيكون الإفطار حلاوة+جبنة +رغيفين، ويقدم الغداء الساعة واحدة ظهرًا.

الجمعة : يتم تشكيل لجنة مكونة من رئيس لجنة، وثلاثة معاونين له لاستلام الطعام ثم يتناوله النُّزلاء داخل العنابر؛ نظرًا لأن يوم الجمعة هو المخصص لإجازة الحراسة والأخصائيين، ويظلُّ النُّزلاء داخل العنبر طوال يوم الجمعة العشاء، ويقدم الساعة 9 مساء، ويتمُّ إعطاء وجبة العشاء مع تناول وجبة الغداء.

التّريض يسلم لكلِّ نزيل بالمؤسسة زي رياضي مكون من (شورت +فانله+شراب+كوتش أبيض قماش “باتا”)، ويتمُّ تسليم هذه الأدوات عن طريق المخزن المُعد لذلك، وتُعاد هذه الأدوات مرة أخرى بعد الانتهاء من فترة التريض، ويخصص يومان في الأسبوع لكل عنبر لممارسة الرياضة، ويوجد ملعب لممارسة رياضة كرة القدم، ومكان مخصص لرياضة رفع الأثقال، إضافة إلى ملعبين لرياضة كرة السرعة، والأخر لرياضة الكرة الطائرة، وعلاوة على مكان لممارسة رياضة تنس الطاولة.

تبدأ ممارسة الرياضة من الساعة التاسعة صباحًا، وحتى السّاعة الحادية عشر والنصف ظهرًا، ويوجد مشرف رياضي مخصص للتريض.

النظافة الشخصيّة :     يتم الاستحمام إجباريًا كل يوم من الساعة العاشرة إلى الساعة الثانيّة عشر والمياه باردة صيفًا وشتاء، ونظرًا لبرودة المياه شتاءً يقوم النُّزلاء بالتحايل على الأخصائي بوضع الماء على شعرهم والخروج من الحمام؛ مما يُؤدي إلى ظهور حالات جرب كحالة النزيل خالد عبد الناصر، حيث إنه مصاب بالجرب، ويُعالج عن طريق مرهم كبريت أو حجر! ويدعك جسمه بالحجر حتى ينزف !!

التعليم    أما عن الدور التعليمي للمؤسسة، فيوجد فصل لمحو الأميّة للراغبين من النُّزلاء بشكل اختياري وموجود بمبنى الإدارة، والفصل مستمر يوميًا في أداء مهمته في محو الأميّة بدءًا من الساعة العاشرة صباحا حتى الحاديّة عشر والنصف، مع العلم بأنه لا توجد مكتبة داخل المؤسسة، ويحصل النُّزلاء على الجرائد عن طريق الزيارة.

العلاج   يوجد بالمؤسسة عيادة لتلقي حالات المرض من النُّزلاء يومي السبت للجراحة العامة والثلاثاء للأسنان، من الساعة 9 : 11، ويتمُّ صرف العلاج من العيادة بواسطة الأخصائي الاجتماعي، مما يُؤدي إلى صرف العلاج دون تمييز، وإذا استدعت أحد الحالات الذهاب إلى المستشفى نهارًا، يتم تشكيل لجنة مكونة من الأخصائي الاجتماعي للعنبر مع الشاويش ومجند؛ إضافة إلى النّزيل المريض، ويتم نقل المريض في عربيّة الشرطة الخاصة بالمؤسسة إلى المستشفى، وإذا تمَّ حجز النزيل فيذهب الشاويش لإبلاغ المؤسسة، ويبقى المجند  مع اللجنة والمريض إذا حدثت الحالة ليلًا، فإن الضابط النوبتجي يقوم بذلك بدلًا من الأخصائي الاجتماعي مع باقي اللجنة والمريض، وهو ما يُؤكد ضعف الإمكانيات الطبيّة في المؤسسة.

الزيارة   تتم الزيارة في المُؤَسَّسة يوميًا عدا الجمعة، وذلك ما بين الساعة 10 صباحًا حتى 2 ظهرًا، وتمنع إدارة المُؤَسَّسة دخول الأكواب الزجاجيّة والملاعق المعدنيّة، ومكان الزيارة عبارة عن غرفة كبيرة مساحتها 15 م طولا وعرضه 4 م بها طاولات خشبيّة موزعة بشكل متوازي، ويسمح أثناء الزيارة بقيام الأسرة بإعطاء بعض النقود للنزلاء، ويتم التعامل بها داخل المُؤَسَّسة مع الكانتين.

التفتيش    يتم التفتيش في الزيارة في جو إنساني ملائم، ولكن إذا تمَّ ضبط بعض الممنوعات يتم تأديب النزيل في غرفة التأديب بعد قص شعره وضربه، وعند التفتيش المُفاجئ للعنابر من قبل إدارة المؤسسة؛ فإذا وجدت ممنوعات يتم تحريزها، وقص شعر النّزيل، وضربه، وإيداعه غرفة التأديب هو ورئيس العنبر من النُّزلاء .

ولكن بتولي المقدم / سعيد سويلم إدارة المُؤَسَّسة بدأ، يستمع للنزلاء دون الاعتداء على سلامتهم البدنيّة، ويقوم باستجواب النزيل، وبعد ذلك يأمر بإيداعه غرفه التأديب مدة ما بين أسبوع إلى أسبوعين.ويعد المقدم /سعيد سويلم من أفضل مديري المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج ويتمتع بشعبيّة عاليّة بين النُّزلاء في المُؤَسَّسة لمعاملته الإنسانيّة للنزلاء، بالإضافة إلى تجديده لشكل المُؤَسَّسة واهتمامه بالنظافة والمياه داخل المؤسسة، وهذا اتجاه محمود من الإدارة، ويأمل المركز أن يُعمّم في كل المؤسسات.

مخدرات في المُؤَسَّسة    يتم التّرويج لبعض الممنوعات مثل ” البانجو –برشام مخدر-كلة ” وتدخل عن طريق الزيارة رغم تفتيشها وفي إحدى الحالات ضبط النزيل “أشرف بوليكه “، وهو يقوم بترويج الممنوعات أكثر من مرة، وقد تمَّ ضربه وقص شعره، وإيداعه غرفة التأديب، ومنذ أربعة أشهر رحل إلى سجن المرج العمومي لبلوغه سن 21 سنة، ومما يُؤسف له قيام النُّزلاء بشراء المخدرات من خلال الحراسة لبيعها داخل المُؤَسَّسة، مع حصول الجنود على نسبة ربح من عمليّة البيع، ويأسف المركز لوجود هذه الحالات والتي تنتج عن افتقاد عمليّة الرقابة على هذه العناصر الأمنيّة، وعن قلة دخوله هذه الفئات، وجهلها الشديد، وعدم تأهيلها للعمل داخل هذه المُؤسَّسات.

غرفة التأديب وأوضاع رديئة   عبارة عن غرفة بمساحة 2م×1م في أعلى الغرفة، يوجد بها شباك مساحته 30×30سم، ولا يوجد بها إضاءة، كما لا يوجد بها حمام، مما يؤدي إلى قيام النُّزلاء بقضاء حاجتهم داخل الغرفة، وقد يصل عدد النُّزلاء بها إلى 15 نزيلًا. والطعام يقدم الثلاث وجبات مرة واحدة في الثامنة صباحًا، كما يمنع النزيل من الاحتفاظ بالنقود الخاصة به، وأقصي عقوبة في الحبس الانفرادي هي أسبوعان.

عنبر الورش     ويضمُّ النُّزلاء الذين يمتهنون بعض الحرف، وهو عبارة عن عنبر طوله 50م وعرضه 6أمتار، ويقسم أيضًا إلى أسرتين، ويوجد به مروحتان لكل أسرة وبه جميع التخصصات (نجار –سباك-كهربائي-ميكانيكي)

الرعاية الاجتماعيّة بالمؤسسة

يعمل بالمؤسسة اثنان وعشرون أخصائيًا، تبدأ مواعيد عملهم من الثامنة صباحًا وتنتهي في الواحدة ظهرًا؛ ويُشرف على كل عنبر أخصائيين اجتماعيين يختصُّ أحدهما بمشاكل النُّزلاء، ويُحاول الجلوس معهم والسماع لآرائهم وشكواهم، ويختصُّ الأخصائي الثاني بالتمام على النظافة والعُهدة.

حالات نموذجيّة للخروج على النَّظام الإصلاحي بالمؤسسة

1حسين عبد الفتاح   عنبر الطلائع ج، 18 سنة تخصص في سرقة الزيارات والنقود الموجودة مع النُّزلاء، ومن خلال حوار مندوب المركز مع الأخصائي الاجتماعي علم أن أسرته لم تكن تحضر للزيارة مما جعله يسرق زيارات النُّزلاء (وبعد حوار الأخصائي مع النزيل يأتي الدور العقابي بأن يتم حلق شعره وضربه ثم إيداعه غرفة التأديب ) واعتبر هذا النزيل نموذجًا سيئًا للنزيل الذي لا يقبل الإصلاح؛ لأنه لا يريد التوقف عن السرقة، وإضافة إلى قيامه بكسر الحديد الموجود في السرير، ويقوم بسنه على البلاط لتكون بمثابة آلة حادة.

2- محمد عبد العزيز   عنبر طلائع ج 18 سنة، اتُّهِمَ في قضية سرقة الزيارات والنقود وزيارات النُّزلاء الميسورين.

3- النزيل أحمد السويسي   طلائع ج، سرقة زيارات النُّزلاء ونقودهم وقد تم تحويله إلى سجن المرج العمومي لبلوغه سن الرشد. وإلى جوار ما تقدم من اختراقات، توجد بعض حالات الشذوذ الجنسي داخل المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج، ويتمُّ بعضها عن طريق الاعتداء من قبل بعض النُّزلاء على البعض الأخر ويكون ذلك في أثناء الليل وعند الاستغراق في النوم، يقبل النزيل ممارسة الشذوذ في نظير الحصول على النقود، أو السجائر، أو المخدرات والنوع الأخر من حالات الشذوذ الجنسي تتمُّ عن طريق دفع النقود أو إعطاء برشام يُساهم في فقدان الوعي، مما يساعده على عمل ذلك الجرم.

وعند وصول ذلك إلى علم الأخصائي الاجتماعي، يقوم بالاعتداء على النزيل الذي فعل ذلك الجرم بالضرب، ويبدأ بعد ذلك دور ضباط المُؤَسَّسة بأن يأمر بحلق شعره وضربه أيضًا ثم إيداعه غرفة التأديب مدة أسبوع أو أسبوعين.

رابعًا : المُؤَسَّسة العقابيّة بالمرج “الجديد

تَمَّ افتتاحها في شهر أبريل 1998، ويفصل بينها وبين المُؤَسَّسة القديمة باب موجود في السور الفاصل بين المؤسستين ومساحته 4×4م، وتتمتع المُؤَسَّسة الجديدة بأسوار مرتفعة تصل إلى 4.5م ويعلوها 1.5م سلك شائك ليبلغ طولها 6م.

ولايوجد لها بوابة رئيسة، ويدخل الموظفون والزائرون من البوابة الخاصة بالمؤسسة القديمة، ويوجد عدد 9 أبراج مراقبة على الأسوار المحيطة بالمؤسسة الجديدة.

 الموظفون والزائرون من البوابة الخاصة بالمؤسسة القديمة، ويوجد عدد 9 أبراج مراقبة على الأسوار المحيطة بالمؤسسة الجديدة.

المباني الموجودة في المُؤَسَّسة

1- عشرة عنابر، منها تسعة للنزلاء، 4 عنابر خاصة بالطلائع، و5عنابر خاصة بالشباب والعنبر العاشر عبارة عن ميز للطعام.

2- مبني للإدارة مكون من دور واحد، وبه ثلاث مكاتب للضباط، أما موظفي التسجيل يعملون بالمؤسسة القديمة.

3- فصل محو الأميّة يوجد بالمؤسسة القديمة.

4- ملاعب لممارسة كرة القدم فحسب.

ولا يوجد مكان مخصص للزيارة بالمؤسسة الجديدة، ولكن الزيارة تتمُّ بالمؤسسة القديمة.

العنابر   تبلغ مساحة العنبر 40م طولًا، وعرضه 6متر، والشبابيك الموجودة بالعنبر 12 شباك متر× متر علاوة على ضلف شيش، وعدد أربعة من جهاز صاعق الناموس، ويوجد 6 مراوح بالعنبر، ويوجد في المُؤَسَّسة الجديدة بدلًا من الأسرة المصاطب، وعددها 44 مصطبة في العنبر، وهي مبنيّة وعليها طبقة “موزاييكو “، ويتمُّ تسليم العهدة من مراتب، ووسادة، وملاءتين وفوطة وبيجامتين، وطقم داخلي من المخازن الموجودة في الورش بالمؤسسة القديمة، ويوجد دولاب صغير مبني في الحائط، وله باب حديد. العنبر عبارة عن أسرتين ولا يوجد عنابر للإيراد والاحتياطي بالمؤسسة الجديدة.

الحمامات بالعنابر    وهناك عدد خمس دورات مياه+دش ويوجد غرفة خاصة للأخصائي الاجتماعي، وكل عنبر له عدد اثنين من الأخصائيين الاجتماعيين.

التّريض   يبدأ من الساعة 10.30 صباحًا إلى الساعة 11.15 ظهرًا، ويتم أخذ الملابس المخصصة للرياضة من مخازن المُؤَسَّسة القديمة، ويسمح لكل عنبر بممارسة الرياضة في الأسبوع مرتين، ويقوم النُّزلاء بتسليم الزي الرياضي إلى المخازن بعد غسله ليسلم إلى عنبر أخر في اليوم المخصص لهم للتريض.

الطعام    يخصص لِلنُّزلاء بالمؤسسة ثلاث وجبات يوميًا، ويتناول النُّزلاء الإفطار في العنابر أو في فناء المؤسسة، ويتكون الإفطار يوميًا من ( فول +جب جبنة).  الغداء) خضار + أزر ومكرونة) العشاء (بيض +مربي +عسل ) بينما يُستثني الثلاثاء الذي يتمُّ فيه إعطاء النُّزلاء فيه وجبة العداء (سمك(.

وبالمؤسسة كانتين وهو عبارة عن حجرة صغيرة تُباع فيها المشروبات المثلجة، وجميع أنواع البسكويت، ويشكو النُّزلاء من ارتفاع أسعار الأصناف الموجودة به، والتي لا تزيد 25 % عن الأسعار العاديّة.

الكانتين    يتم سحب السلع من الكانتين الخاص بالمؤسسة القديمة، وبيعها بالمؤسسة الجديدة تحت إشراف الأخصائي.

الحالة الصحيّة بالمؤسسة 

  يتواجد الأطباء بالمؤسسة يوميًا من السّاعة التاسعة صباحًا حتى الثانيّة ظهرًا، ولا يتوافر بالمؤسسة إمكانيات لعلاج الحالات السيئة، ويتم نقلها إلى مستشفى خارجي، ويحضر النَّزيل أو أسرته الأدوية على نفقتهم في حالة عدم توفرها في العيادة.

ويوجد عيادة في المُؤَسَّسة الجديدة بجانب الإدارة، وهي عبارة عن غرفة مبنيّة مساحتها 2م×3متر، والطبيب متواجد يوميًا في المُؤَسَّسة من الساعة 10.30 صباحًا حتى 12 ظهرًا، ويوجد عربة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفى في حالة غياب الطبيب.

التأديب   تُخصص حجرة صغيرة مساحتها 1م×2م ولا يوجد بها أي نوع من الإضاءة، إضافة إلى رائحتها الكريهة، ويتمُّ إيداع النزيل بها وفقًا لأوامر الضابط المسؤول من 7 إلى 14 يومًا، وإذا قام أحد النُّزلاء بأي مخالفة في الطابور الذي يبدأ بالمؤسسة الساعة التاسعة صباحًا يُعاقب بإحدى وسيلتين: الضرب أو السب أو كلاهما، ويُخالف هذه الاعتداءات القواعد النموذجيّة لإدارة شئون الأحداث مادة (17/13(

الزيارة    تشير بعض المعلومات الواردة للمركز إلى الإجراءات القاسيّة التي تَتبع مع أهالي النُّزلاء القادمين لزيارتهم خاصة في التفتيش، ويسمح بالزيارة يوميًا من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 2 ظهرًا عدا الجمعة، والبوابة الخاصة بالمؤسسة يُحيطها 8 جنود يحمل أربعة منهم جهاز اللاسلكي والآخرين يحملون العصا.

قراءة في حالات المودعين بِالمؤسسة

إن اتهامات النُّزلاء والتي حوكم على أساسها بالمُؤسسة تتراوح بين القتل – السرقة- تعاطي المخدرات، فمن خلال الحالات التي قابلها مندوبي المركز، والتي يصلُّ عددها إلى ثماني حالات.

نجد أن ثلاثة من النُّزلاء قد ارتكبوا جريمة القتل، وثلاثة نزلاء متهمين بِالسّرقة أحدهم اتهم بالانضمام إلى تشكيل عصابي للسرقة بالإكراه، وإحدى الحالات اتهمت بتعاطي المخدرات (البانجو)، والأخير اتهم في جنحة إحراز سلاح، يُلاحظ أيضًا أن النُّزلاء الذين يتمُّ القبض عليهم يتمُّ إيداعهم  بقسم الشرطة الواقع به مقر سكنهم، وذلك بدون فصل بينهم وبين كبار السن كما تقضي قواعد الأمم المتحدة الدنيا النموذجيّة لإدارة شئون قضاء الأحداث، والتي تُوجب فصل الأحداث المحتجزين رهن المحاكمة عن البالغين، ويحتجزون في مؤسسة منفصلة أو في قسم منفصل من مؤسسة تضم أيضًا بالغين مادة (13/ع)، إضافة إلى بقائهم بقسم الشرطة مدد كبيرة تصل إلى 30 يومًا، وهذا مما قد يُعرضهم للانحراف من خلال تأثرهم بكبار السن.

الحالات النموذجيّة

1- الاسم محمد إسماعيل    العنوان : مقيم بالوايلي، ويَحكي أنه ذهب إلى ضباط المباحث في القسم ذاته، لكي يقوم الضباط بحل مشكلة له، ثم يذهب إلى السوق الذي يعمل به، وبعد ذلك جاء 2 عساكر للقبض عليه، واتُّهم في قضية سلاح، خرج من القسم بضمان محل سكنه، وحكم عليه بـ 6 شهور غيابي قضي منهم 4 شهور.

2- ناجح وحيد محمد     القضيّة، قتل وحكم عليه بـ 13 شهرًا.

3- بلال محمد أحمد خليل، السن 16 سنة، مقيم بحلوان، القضيّة : قتل أحد أصدقائه، وحكم عليه بالحبس 15 سنة قضي منها سنتين.

4- سعيد أنور عثمان  العنوان : الجيزة – المنيب، القضيّة : قتل. المدة : محبوس احتياطي 4شهور قضي منها شهر في القسم.

5- محمد سلامة  القضيّة : مخدرات، قبض عليه في الطريق مع 9 أخرين، قضي 3شهور  ونصف في التحقيق ثم خرج بضمان محل سكنه، وبعد 9 أشهر حكم عليه بعشر سنوات خففت منها سبع سنوات، ونقصت المدة إلى ثلاث سنوات بقي له 75 يومًا فقط.

6- سامح فتحي القضيّة : تشكيل عصابي سرقة بالإكراه، قضى في القسم من 2/6 إلى 9/6 ثم تم استخراج إذن نيابة بالقبض عليه في 7/6 قضي منها 6 شهور إلا عشرة أيام، تمَّ تقديم جواب تحريّات عن المتهم مُنذ 21/5/1998.

7- محمود حمدي   ش إسكندر سويلم –شبرا مصر السن : 18 سنة القصيّة : اتهام بالسرقة، تمَّ الحكم عليه بـ 3 شهور.

8- محمد حسن   العنوان : ش الأنوار، متفرع من ش جمال عبد الناصر القضيّة : سرقة – نشل الأتوبيس وصلت مدة الحبس الاحتياطي 3شهور ونصف.

خامسًا : دار رعايّة الفتيات بالعجوزة

تبعد دار الفتيات بِالعجوزة عن وسط القاهرة حوالي سبعة كيلو مترات، والمؤسسة عبارة عن مبني واحد، من طابقين، ويحتوي الطابق الأول على :مكتب مدير الدار، ومكاتب للأخصائيات الاجتماعيات وجميعهن يعاملن النزيلات بشكل إنساني عدا الأخصائيّة (سوزان) إذ تعاملهن بشكل سيّء ومقزز وأحيانًا تقوم بضربهن, مواعيد تواجد الأخصائيات من الساعة 8.30 صباحًا إلى 2 ظهرًا – ومن 2ظهرًا إلى 8 مساءً.

مكان الزيارة    عبارة عن صالة كبيرة موجودة بالدور الأراضي، ولايوجد بها أي أثاث يجلس عليه ذوي النّزيلات، ويتمُّ الجلوس على الأرض طوال مدة الزيارة، وتبدأ من الساعة 10 صباحًا وحتى الثانيّة ظهرًا، وذلك طوال أيام الأسبوع.

التعليم داخل الدار  تضمُ الدار ورش تعليميّة لتعليم النزيلات بعض الحرف كالنسيج، والخياطة، والتريكو، الخزف، وتختلف الحرف وتتنوع لتتلاءم مع رغبات وميول النزيلات، ويتمُّ عرض منتجات النّزيلات التي قمن النزيلات بتصنيعها داخل الورش العمل التي يتعلمن فيها، ويتسني العمل بها بعد الخروج من المؤسسة، ومواعيد العمل تبدأ داخل الورش التعليميّة بعد الإفطار مباشرة، كما تضمُّ الدار مدرسة ابتدائي، وتضم ثلاث فصول، يحتوي كل فصل على أربع ديسكات، والفصل مُعدٌ لاستقبال صفين دراسيين، والتعليم يبدأُ في الفترة الصباحيّة، ويقوم بالتدريس بالمدرسة خمس مدرسات، لكن تأت الشكوى من عدم توافر الكتب الدراسيّة، أما المراحل الأخرى فيتم تقديم الأوراق في المدرسة والمعاهد والكليات، وتذهب النزيلات في أوقات الامتحانات.

الكانتين     عبارة عن حجرة مساحتها 2 متر × 2متر، ويوجد به حوض +كولدير +بوتاجاز أربعة شعلة، ولا يوجد أي نوع من السلع أوالمشروبات سوى الشاي الذي يُحضر للأخصائيات، وتقوم النزيلات بعمل الشاي وتقديمه للأخصائيات والنزيلات لا يستطعن شرب الشاي إلا إذا حضر لإتمام الزيارة، ويحضرون الشاي والسكر، ويقومون بعمل الشاي في غرفة الكانتين، وأحيانًا يشربن النزيلات اللبن عن طريق التبرعات التي تقدم لهن.

الطعام   يوجد بالدار مطبخ مخصص للعمل عبارة عن غرفة يوجد بها عدد من التربيزات والكراسي لتناول الوجبات عليها، وتقوم بعض السيدات كبار السن بالطهي، فضلًا عن قيامهن ببعض الأعمال الأخرى داخل المُؤَسَّسة كاصطحاب النزيلات المريضات للمستشفى، وذلك في المساء إن وجد بعض الحالات، وتقوم (الدادة) أيضًا بالمبيت مع النزيلات، ويتمُّ تخصص ثلاث وجبات، ويعتمد جزء كبير على التبرعات الخارجيّة ولا توجد أي نوع من الفاكهة.

أما الطابق الثاني فيضم العنابر  تبلغ مساحة العنبر حوالي 6×9  توجد أربعة عنابر للنزيلات، كل عنبر يضم 20-25 سريرًا، والعنبر عبارة عن مستطيل مساحته تكفي لجميع الأسرّة وبها فتحات تهويّة، فكل عنبر به عدد من الفتحات تتراوح ما بين 5 : 1 شبابيك مساحته 1م×2م، وتوجد إضاءة (لمبات نيون) ثلاث كشافات نيون مساحتها 60 ×60 سم كما  توجد ثلاث مراوح منهم 2 معطلين، والأسرة غير سليمة، وتضطر الفتيات إلى المبيت على الدار وعلى مكان مخصص لمشاهدة التلفزيون وعلى دورتين للمياه، وإحداها مغلق للتحسينات.

نظام العمل بالمؤسسة  

  يوجد بالمؤسسة حوالي 70 نزيلة، ولا يتم تصنيف النزيلات داخل العنبر طبقًا لأنواع الجرائم المرتكبة.

أسرة الطلائع، السن من 11 : 13 سنة وتضم 27   فتاة

أسرة العبور : السن من 13 : 14 سنة وتضم 24    فتاة

أسرة السلام : السن من 14 : 16  سنة وتضم 11   فتاة

أسرة مبارك، السن أكبر من 16 سنة وتضم 19     فتاة

أسرة الضيافة، السن من 20 سنة وتضم 8   فتيات

الحراسة   لا يوجد حراسة سوى عسكري على باب المُؤَسَّسة يتغيّر كل يومين ولا يوجد ضباط، ويرى المركز أن هذا قد يساعد على هروب النزيلات، كما يؤدي لزيادة الأعمال غير المشروعة، والحراسة الداخليّة تقوم بها فتيات من الدار، ويتمُّ اختيارهن أن يكون سن الفتاة فوق 15 سنة.

النَّظافة داخل المُؤَسَّسة  

المسئول عن نظافة النزيلات الدار، والأشراف العام تختصُّ به نزيلات أسرة مبارك، وفي حالة وجود بعض الأشياء وغير النظيفة ورأتها الأخصائيّة فيكون لها الحق في اللوم وأحيانًا السب.

النظافة الشخصيّة   حسب المعلومات الواردة للمركز فإن الملابس الخاصة بالنزيلات قذرة بشكل ملفت للنظر، وتقوم الدار بتسليم الفتاة :

عدد                     نوع

  • قميص
  • غيارات داخليّة
  • جلابيّة نوم وأخرى للجلوس
  • صابونة وجه + غسيل كل أسبوعين
  • كيس لانج كل أسبوعين

ولا يتم ذلك دائمًا حيث يسمح لأهالي النزيلات بتقديم ملابس لهن كي لا يظهرون بشكل سيء، ولكن هناك نزيلات لا يزورهن أسرهن.

العقاب أو أسلوب التأديب.    وأهم مظاهر الانتهاكات في المُؤَسَّسة هو العقاب الذي تُوقِّعَهُ الأخصائيات على النزيلات، والتأديب له عدة أشكال منها :

أ-  الفلكة

ب- قص الشعر

ج- طابور المُؤَسَّسة (اصطفاف الفتيات وضرب الفتاة المعاقبة)

وقد وجدت حالة برشام داخل المؤسسة، وعُوقِبت الفتاة بعمل طابور مؤسسة، وقص شعرها، وعوملت مُعاملة سيئة أدّت إلى خروجها من المؤسسة. كما تُوَقَعُ عقوبة الضرب على النزيلات، وقد شاهدت المُؤَسَّسة حالات اضطهاد من قبل الأخصائيات، وعلى سبيل المثال واقعة الضرب التي قامت بها الأستاذة سميّة المشرفة على الورش، حيث يوم الأربعاء 28/10/1998 فقد قامت بضرب النزيلتين ” شادية محمد الإبراشي و”شيماء محمد على” لمجرد أن صوت شادية بينرفز الأستاذة : فقد أرادت شاديّة / طالبة بالفرقة انتساب موجه كلية خدمة اجتماعيّة جامعة حلوان أن تتصل بأهلها بالتليفون كي يدفعوا لها مصاريف الجامعة ولكن الأستاذة : سميّة رفضت ذلك وأدخلتها ورشة الخزف، وقامت بضربها بالخرطوم ضربًا مُبرحًا على جميع أجزاء جسمها، وقد شاهد مندوب المركز تلك الواقعة وحضر الحوار بين الأستاذة / سميّة وشاديّة :

شاديّة : أنا عملت إيه؟

سميّة : اخرسي

شاديّة : أنا عايزه أتكلم في التليفون

سميّة :  صوتك بينرفيزني!

شاديّة : حرام عليكي هو ذنبي!

سميّة : بطلي قلة أدب أنا هاربيكي يا قليلة الأدب.

كما قامت المُشرفة بضرب النزيلة شيماء على رجليها؛ لأنها أرادت الذهاب للتصوير لعمل استمارات الصف الثالث الإعدادي، ولكن الإدارة رفضت رغم أن الوضع يتطلب السُّرعة في الإجراءات.

الرعاية الصحيّة

   تُميز الأخصائيات الاجتماعيات بعض النزيلات بالرعاية عن سائر فتيات الدار، مالا توجد رعاية صحيّة للفتيات بخصوص فترات الحيض. ولا تُقدم الدار الرعاية للنزيلات الأمهات ممن لديهم أطفال، فرعاية أطفالهن ممنوعة، ويكون لمن لديها أطفال تتركهم مع أقاربهم. ومن تمرض مرضًا مزمنًا تَحول إلى مُتبرع يتكفل بها.

يقوم بالرعاية الصحيّة الدكتور / عادل ماضي ممارس عام يومي الأحد والأربعاء من 9 صباحًا حتى 1 ظهرًا، ويُشرف على النُّزلاء، ويُعطيهم تحويل لأي مستشفى (العجوزة أكتوبر)، ولا يُعطي العلاج. وتوجد طبيبة نساء ( د / حكمت ) يوميًا للكشف على الفتيات الجدد، والممرضة نادية كل يوم عدا الجمعة، وتعاملها سيّء مع النزيلات ولا تتوافر أدوية داخل المُؤَسَّسة باستثناء أدوية الصداع والمغص وشراء الأدويّة يتمُّ على نفقة البنات الخاصة. وسائر الحالات تذهب للمستشفى ولكن بعد عناء شديد، وتوجد حالة النزيلة (سماح عبد السلام) رفضت الأخصائيّة الذهاب إلى المستشفى لعدم وجود مال معها، كما أن الذهاب للمستشفى يتمُّ في المساء، ويَحدُثُ دون علم الإدارة لعدم التّعرض لمشاكل.

لا تقدم الدار الرعاية الصحيّة للحالات كما حدث مع النزيلة كوثر أحمد محمد، إذا أصابها مرض مفاجئ خطير (الزائدة الدوديّة) إلى جانب ما تعانيه من مرض شلل الأطفال، فخرجت مع الدادة إلى مستشفى العجوزة في الساعة 12.30 مساء، واقتصر العلاج على حقنة فحسب.

وتمتدُّ الانتهاكات إلى الطعام النزيلات ففي يوم 16/10/1998 قدّم رجال الخير طعامًا )فطير وعسل أبيض )، كما تخصص لكل نزيلة خمسة جنيهات، ولكن إدارة المُؤَسَّسة أخذتها، وقالت للنزيلات لا توجد نقود.

التعليم    ومجال التعليم، الكتب غير متوافرة، مثل حالة النزيلة ” سميرة ” تريد كتب الصف الثاني الإعدادي، والنزيلة ” شادية محمد الإبراشي ” أسرة السلام. السن 17 سنة، المنوفيّة – منوف حي الحسين، حالة “قتل ” العقوبة 15 سنة قضت 5 شهور في قسم المنوفيّة، 7 شهور في المؤسسة، تريد كتب الفرقة الأولي خدمة اجتماعيّة حلوان، والمؤسسة لا تلقي أي اعتبار لأوراقها.

الحالات النموذجيّة

الاسم : نجلاء فتحي محمد      رئيسة أسرة السلام   السن : 17 سنة

العنوان : حلوان –- 15 مايو – حي دال – شقة 1                       القضيّة : مخدرات ( بانجو )

قضت في قسم حلوان 5 شهور – الأزبكيّة سنتين . دار الملاحظة سنة. حكم عليها بثلاث سنوات، وضعت في سجن القناطر، وحُوّلت إلى الإصلاحيّة لعدم وجود أهلها، ومقيدة بالمؤسسة سن 16 سنة، ولكنها تقول أن عمرها 22 سنة.

الاسم : سماح عبد السلام على حسن                                 السن : 19 سنة

القضيّة : سرقة   العنوان : جزيرة الورد، الممشى السُّفلي، برج الخواجة أميل بجوار نادي الشرطة.

مدة العقوبة 5 سنوات، متزوجة من 3 سنوات، تعمل خادمة، قُبِضَ عليها في رمضان 1996، المنصورة، أودعت المُؤَسَّسة منذ 4/1/1997

الاسم: كوثر أحمد محمد                 السن : 16                القضيّة : تايهة

العنوان : الصعيد –- قنا      قضت في قسم أبو النمرس 4 أيام مدة العقوبة إلى أن يظهر أهلها قَضَت في الدار سنتين، وستكمل الثالثة.

الاسم : شيماء محمد على            السن : 17 سنة       العنوان : مطار إمبابة  – أول المزلقان – ش عبد المؤمن – عمارة 7 – شقة 2         أودعت الدار في سنة 1995.  ذهبت للدار هاربة من زوجة أبيها لإرغامها على ترك المدرسة وتريدها أن تعمل في المنازل ولكنها رفضت.

الاسم : جيهان إبراهيم عبد الفتاح السيد     السن  : 16 سنة     القضيّة   :مخدرات

العنوان :مساكن العبور – عمارة 18 ا – الدور الثالث  – شقة6     مدة العقوبة سنتان، قضت منهم 9 شهور في القسم، تاريخ القبض عليها 27/1/1998، قضت في الأحداث 3 شهور و 25 يومًا والباقي في قسم السويس مفترض أنها في الصف الأول الثانوي التجاري وقد فاتها الامتحان بسبب بقائها في قسم السويس، مدة ستة أشهر، وقد تُوفي والدها بسبب القبض عليها.

الاسم: شيماء أحمد السيد    السن : 11 سنة، طالبة بالصف الثاني الابتدائي القضيّة : مخدرات

العنوان : مساكن عين الصيرة – ش مجري العيون، بلوك 6، مدخل 3، شقة 9.

مدة العقوبة  10 سنوات تم إسقاط 7 سنوات منهم، قضت يوم في قسم الأزبكيّة، 12 يومًا في قسم مصر القديمة، و5 أيام في المؤسسة، وجلست في دار الملاحظة 5 شهور و 15 يومًا، وقامت خالتها بإعطائها لفافة لتوصيلها إلى أحد الأشخاص، وقام البوليس بضبطها، وتم التحفظ عليها.

حالات تشكو من سوء المعاملة منهم

الاسم : ولاء مختار أحمد على السن : 16 سنة القضيّة : سرقة العقوبة : 6 شهور جلست في القسم شهرين، مشكلتها أنها سرقت من المرأة التي كانت تعمل عندها سلسلة؛ لأنها لم تُعطيها راتبها لمدة شهرين (150جنيّه) فأخذت السلسة كتعويض عنه، حيث إن المخدومة كانت تُريد أن تعمل معها في السعوديّة في طريق خاطئ لم تُرده، فرفضت الفتاة وطالبت براتبها فحسب، فقبض عليها هي وشقيقتها وأفرج عن واحدة في القسم والأخرى أصغر منها بسنتين مكثوا في القسم شهرين ضرب وتعذيب بالكهرباء، واعترفت على نفسها، وعلى ما سرقت، ولكن حكمت نيابة الأحداث عليها بـ6 شهور سجن، سيتم خروج ولاء يوم السبت 7/11 ولكن بعد المشكلة، سألت عن خروج أختها رانيا مختار، فقالت لها الإدارة، إن لها إيداعًا مفتوحًا لمدة سنتين مع العلم أن القضيّة واحدة والحكم واحد.

حالة عقاب: شيماء محمد على والاسم الحقيقي لها) عارفة محمد جلال( العنوان : بلطيم، كفر الشيخ  العقاب : قص الشعر، لهروبها من الدار لسوء المعاملة ولكنها عادت مرة أخرى لعدم معرفتها لأحد في القاهرة من سنة تقريبًا قامت الأخصائيّة عزة بقص شعرها في الميدان.

حالات الهروب:

وردة : هربت لسوء المعاملة منذ ديسمبر 1997 وكانت تهمتها سرقة.

رانيا : هربت لسوء المعاملة منذ يناير 1998 وكانت تهمتها مخدرات.

كنز: هربت لسوء المعاملة منذ شهر أغسطس وكانت تهمتها سرقة. بالإكراه.

الخاتمـــــة

الطفل المنحرف لا يعتبر في حقيقة الأمر جانيًا وإنما مجنيًا عليه، فهو لايطرق باب الأجرام لانحراف متأصل في ذاته، بل غالبًا ما يكون ضحيّة الظروف الاجتماعيّة والبيئة التي تُحيط به، ومن الأفضل علاج الطفل بتدابير اجتماعيّة بعيدة عن معنى العقوبة والإيلام، لذلك استبعد القانون توقيع بعض العقوبات الجنائيّة على الطفل مثل الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة والمؤقتة، وراعى المُشرع أن يكون التنفيذ في أماكن خاصة.

فرعاية الطفل المنحرف تدخل ضمن سياسة منع الجريمة، ومكافحتها، إذ أن منع الجريمة وإعادة تأهيل المجرمين الصغار يمنع من تفاقم خطورتهم وهم بالغون كبار.

وبالرغم من الأهميّة الكبرى لرعاية الأحداث داخل المؤسسات العقابيّة الخاصة بهم ألا أن البنيّة التشريعيّة والإداريّة المتصلة بهذه المؤسسات مفتقدة لا تزال مفتقدة للعديد من الوسائل والأساليب التي تتصل بشكل مباشر بتحقيق أهدافها التهذيب والعلاج، ذلك الأمر الذي يشير بأصابع الاتهام إلى كافة الأجهزة المتصلة بدور مؤسسات الأحداث من قصور في الأداء وخَلل يصل إلى حد الإهمال المتعمد، وأن ذلك الجيل الذي التحق فترة ما بأحد هذه المؤسسات سوف يعود أي المجتمع أشد خطورة من ذي قبل، ومحترفًا للجريمة، وخاصة مع فقدان الرعاية اللاحقة عليهم، وينبه المركز لخطورة ترك ذلك الطفل المُعرّض للانحراف، أو المرتكب لجريمة وهو في سنواته الأولي فبدخوله إلى تلك الأماكن سوف يتعلم أساليب إجراميّة أخرى، ويُؤدي هذا إلى عدم تحقيق الهدف من الإيداع داخلها، بل يَحدث ذلك أثرًا عكسيًا يتمثل في ازدياد الجريمة والعنف.

من خلال الدراسة التي أجراها المركز على القانون الخاص بالأحداث والدراسة الميدانيّة التي تمّت على بعض المؤسسات المخصصة للأحداث انتهى إلى ضرورة إجراء تعديل جذري في تلك البنيّة العقابيّة للأحداث تشمل تعديلات تشريعيّة، وإداريّة، واجتماعيّة حتى تستطيع المؤسسات العقابيّة للأحداث القيام بدورها التهذيبي والإصلاحي.

ويُؤكد المركز على العديد من التّوصيّات التي يرى ضرورة أعمالها بشكل سريع وفعّال حتى تتمكن هذه المؤسسات من القيام بدورها في التهذيب والعلاج، كما يُناشد المركز كافة الجهات المسئولة بضرورة التدخل السريع لوقف تلك الانتهاكات التي تُحرّف دور المُؤسسات العقابيّة للأحداث إلى سلوك المعاكس لها تمامًا، وتصبح هذه المؤسسات أماكن تفريخ للمجرمين العتاة.

وفي السطور القادمة سوف نذكر أهم التوصيات.

توصيات مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء

1- ضرورة تبني المشرع المصري للسياسة العقابيّة الحديثة، وتغير النظرة إلى مؤسسات الأحداث في مصر من كونها أماكن لتنفيذ عقوبات لتصبح أماكن رعايّة وتهذيب وعلاج الأطفال المودعين لها.

2- العمل على إيجاد برامج تهذيب وعلاج وإصلاح الأطفال داخل المؤسسات العقابيّة يتم وضعها بمعرفة جهاز فني مدرب وأخصائيين اجتماعيين.

3- إيجاد هيئة تنفيذ للبرامج أو أعمال دور قاضي التنفيذ للأشراف على الرعاية العقابيّة والتّفريديّة.

4- ضرورة إجراء تعديل تشريعي لاختصاصات محكمة الأحداث لضمان ما يأتي :

  • التأكد من أن الأحكام محكمة الأحداث مبنيّة على المعرفة الكاملة والإحاطة الكافيّة بحاجات الحدث النفسيّة والاجتماعيّة والطبيّة.

ب) إذا كان الحدث في حاجة إلى علاج، فإنه يتلقى ذلك من خلال التّسهيلات المتفقة مع حاجاته، ومن أشخاص على كفاءة مناسبة، وعلى استعداد لتقديم هذه الخدمات.

5- مراعاة عدم الزيادة في عدد النُّزلاء في المُؤَسَّسة الواحدة عن 150 نزيلًا.

6- إسهام الأطفال في عمليّة الإنتاج، وتقاضي أجر على ما يقومون به من عمل يتناسب مع طبيعته.

7- إتباع سياسة الباب المفتوح، وتعميق الصلة بين الحدث والمجتمع الذي سيعود إليه، وضرورة إيجاد فرص عمل للأحداث في المصانع الموجودة في البيئة المحليّة كخطوة تقدميّة؛ لتحقيق نجاح برامج الإصلاح والعلاج.

8- العمل على أن تتبع مؤسسات ودور رعايّة الأحداث ومحاكم الأحداث إدارة واحدة بوزارة العدل لتحقيق التنسيق المطلوب بين الهيئات والتي تتعامل مع الحدث.

9 العمل على تأهيل وإعداد الضباط والموظفين والأخصائيين بما يتناسب مع المعاملة المطلوبة للأطفال وإلمامهم بالجوانب النفسيّة والاجتماعيّة لهم وتوضيح برامج التأهيل، والإصلاح لهم، ودور كل منهم في هذه البرامج.

10 – توفير البحث العملي النفسي، والطبي، والاجتماعي للطفل قبل تقديمه للمحاكمة، وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين على أساليب العلاج النفسي.

11- ضرورة إلغاء عقوبة الحبس الانفرادي للأحداث داخل بعض المؤسسات العقابيّة، وذلك مخالفتها مع الاتجاهات الحديثة في معاملة الأحداث.

12 – إلغاء العقوبات البدنيّة بمؤسسات الأحداث لكون ذلك يتعارض مع كرامة الطفل، وحقه في سلامة بدنه.

13- الاهتمام بتصنيف الأحداث عند بدء إبداعهم في المُؤسسات مع ضرورة إلحاق الطفل بالقسم الملائم له سواء من الناحيّة السلوكيّة، أو المهنيّة، أو التعليميّة من أقسام المؤسسة.

14 – زيادة عدد المؤسسات الأحداث بجميع المحافظات، والحد من عدد النُّزلاء بكل منها بما يتلاءم مع برامج الإصلاح والتأهيل.

15- ضرورة تفريد إجراءات القبض، والتحقيق، والاستدلال بالنسبة للأحداث عن الإجراءات المُتخذة مع البالغين.

16- الفصل في أماكن الإيداع بين الأطفال المعرضين للانحراف وغيرهم من مرتكبي الجرائم.

17 – العمل على توفير برامج الرعاية اللاحقة للأحداث المفرج عنهم من المؤسسات العقابيّة وخاصة في استكمال الدراسة بالداخل والخارج.

18 – العمل على تفعيل قواعد الأمم المتحدة الدنيا النموذجيّة لإدارة شئون قضاء الأحداث المعروفة باسم قواعد بكين ملحق 1، 2 في النظام العقابي المصري.

19- ضرورة تحسين أوضاع العاملين المتصلين بالأحداث وفرض الرقابة الصارمة عليهم حتى يتسنى تنفيذ برامج الرعاية والتهذيب دون خلل منهم.

* مصادر الدراسة

1- د/ محمد السعيد الدقاق ” الحمايّة القانونيّة للأطفال في إطار مشروع اتفاقيّة الأمم المتحدة لحقوق الطفل القاهرة 1996.

2- د/ رؤوف عبيد ” أصول علمي الإجرام ” العقاب ” القاهرة 1988.

3- د/ محمود نجيب حسني ” التهذيب في المؤسسات العقابيّة ” القاهرة، المركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة، المجلة الجنائيّة القوميّة العدد الثالث، المجلد العاشر  نوفمبر 1967.

4- د/ هدي قشقوش، مبادئ علم العقاب –المعاملة العقابيّة، القاهرة، جامعة عين شمس 1990

5- أيسر فؤاد / قراءة نقديّة للقوانين الخاصة بظاهرة تعرض الصغار للانحراف، القاهرة، المركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة، المجلة الجنائيّة القوميّة العدد الثالث، المجلد السابع  نوفمبر 1994 .

6- أحمد وهدان ” الحمايّة الجنائيّة للأحداث ” دراسة في الاتجاهات الحديثة للسياسة الجنائيّة، القاهرة المركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة، المجلة الجنائيّة القوميّة العددان الثاني الثالث، المجلد الخامس، يوليو  نوفمبر 1992 .

7- حازم حسن جمعة ” تقويم برامج العمل بمؤسسات الأحداث ” القاهرة، المركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة، المجلة الجنائيّة القوميّة العدد الثالث، المجلد الثاني والعشرون  نوفمبر 1979

8- د/ فاديّة أبو شهبة  ” تطور التنفيذ العقابي في مصر، التعليم بالمؤسسات العقابيّة، المركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة، المجلة الجنائيّة القوميّة العددان الثاني والثالث، المجلد الخامس والثلاثون، يوليو،  نوفمبر 1992 .