أخبار عاجلة
الرئيسية / في الصحافة / مقالات / (Frida Kahlo) عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم  
مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 15057890_1266583920066402_2126913466_n-584x330 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

(Frida Kahlo) عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم  

فى إطار مشروع ( نحو إعادة التأهيل وإعادة الدمج المجتمعى  للسجناء في المجتمع مع التركيز على السجينات ) الممول من مؤسسة دورسوس والذي تقوم مؤسسة حياة للتنمية والدمج المجتمعى من خلاله بتقديم خدمات إعادة التأهيل والدمج المجتمعى للسجناء ومن خلال وحدة التأهيل النفسي  والتى تتضمن تقنيات العلاج الجماعي والمهارات الحياتية والتدخلات القصيرة و العلاج بالفن و الموسيقى للمجموعة  و للفرد وبالتركيز علي  جلسات وورش العلاج بالفن للحالات التى نتعامل معها من منطلق ان الفن هو الوسيلة التى تستطيع هؤلاء الحالات التعبير بها عن آلامهم وإسقاط مشاعرهم اثناء هذه التجربة القاسية داخل السجن .

فبالرغم من إنتشار العلاج بالفن مؤخراً إلا ان البعض ما زال يراه هراء ولكن دعونا نأخذ مثالاً حياً يدل على ان الرسم وسيلة للتعبير عن الالام والتجارب المختلفة , ووسيلة لمواجهة الوحدة , أيضاً وسيلة لحل المشكلات بل وسيلة للحياة ؛ انها ” فريده كاهلو ” التى اكدت أنه عندما يكون الواقع مؤلم نرسم , عندما تخذلنا الحياة نرسم , وعندما نحتاج للشفاء نرسم .

فريدا كاهلو اشهر ارتيست فى تاريخ الفن ,كانت ترسم كل شئ تمر به سواء معاناتها او تجاربها الشخصية , اكتشفت موهبتها عندما اصيبت فى حادث وبدأت ترسم نفسها بكل شئ تعيشه عندما اكتشفت خيانة زوجها وعندما بترت قدمها وعندما فقدت حملها ومعاناتها مع زوجها واهلها حتى اصبحت من اشهر الفنانات وبعد وفاتها تحولت قصة حياتها الى فيلم ونال جوائز عديدة ..

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 14996514_1266583853399742_1678190749_n-300x170 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

فريدا كاهلو رسامة مكسيكية حققت شعبية دولية كبيرة ولدت في 6 يوليو 1907، بأحد ضواحي كويوكان بالمكسيك، لأب يهودي وأم من أصل مكسيكي. أصيبت كاهلو في السادسة من عمرها بشلل الأطفال، وأثر ذلك على ساقها اليمني وترك عوجا فيها مما أثر على حالتها النفسية، وكانت ترتدي الجوارب الصوفية صيفاً مع الفستان لتخفي إعاقتها ،تمكنت من ان تتحدى إعاقتها ,فشلل الأطفال  ليس المرض الوحيد التى أصيبت به فريدا كاهلو  فهي ايضاً تعرضت الى حادث حيث اصطدمت بها سيارة ,وعلى اثر هذا الحادث تعرضت الى كسر في العمود الفقري واضطرت إلى البقاء نائمة على ظهرها سنة كاملة دون حركة .

من أشهر عباراتها “أرسم نفسي لأنني دائما بمفردى ولأنني الموضوع الذى اعرفة جيداً “. حيث قامت والدتها فى فترة اصابتها على راحتها ، ووضعت لها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة فوق السرير الذى يعد  الشرارة التي جعلت ” فريدا كاهلو ” تكتشف موهبتها في الرسم ، حيث ان هذه المرآه جعلتها ترى وجهها دائما ومن هنا قررت ان تطلب من والدتها ورقة و ريشة و الوان من اجل ان تقوم بالرسم وتعرفت على رسامين آخرين ساعدوها، كان أهمهم”دييجو ريفيرا”، أشهر رسام في ذلك الوقت، والذي تزوجته بعد ذلك .

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 15057890_1266583920066402_2126913466_n-234x300 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

كانت لوحاتها تتميز بالبساطة والواقعية ففيها الكثير من حياتها ورسم لتفاصيل معاناتها والتى تمثلت فى نظرة عينيها وهى متألمة ، متجهمة والحواجب المتشابكة القريبة من شكل الغراب دليل على البؤس والالم مع وجود الجروح النازفة والجسد المقيد بكل الاشكال سواء بجبيرة ، أشخاص او بورق شجر وهذا عكس نظرتها لنفسها وكيف ترى الحياة وكان الفنانون يصنفون لوحاتها بأنها سريالية ولكن ” فريدا ” قالت بعد ذلك  ” ظنوا أن لوحاتى سريالية ، ولكننى لم ارسم ابداً احلاماً , بل ارسم واقعى الحقيقى فقط  “.

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 15046276_1266583973399730_88546445_n-188x300 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

تزوجت فريدا كاهلو فى 21 أغسطس عام 1929 من دييجو ريفيرا وكان يكبرها بـ20 عاما، حيث كان عمره 41 سنة وكان عمر فريدا 21 سنة في ذلك الوقت، وكانت امها ترفض هذا الزواج وشبهته بزواج فيل من حمامة، ورغم خيانات دييجو المتعددة لم يستمر هذا الزواج إلا عشرة أعوام لأن فريدا اكتشفت خيانته مع شقيقتها الصغرى كريستين ، ولكن تزوجته من جديد بعد طلاق دام سنة واحدة.

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 14971938_1266583943399733_1535801411_n-300x298 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

بالرغم من أن فريدا كاهلو تمتلك جسد مريض معذب الا انها تمتلك بداخله إرادة قوية جدا تمكنت من ان تتحدى إعاقتها وتقوم بإستغلال موهبتها في الرسم  فكان الرسم هو الوسيلة الوحيدة التي جعلت كاهلو تعبر عن آلامها وعذابها،وتقوم بتجسيد اجمل اللوحات ولعلها كانت دائما تجد في الرسم الدواء الوحيد المسكن لأوجاعها وأصبحت بذلك من أشهر الفنانات في العالم …

وفي السنوات الأخيرة من حياتها كانت فريدا تعاني من الإلتهاب الرئوي، وبترت ساقها اليمنى حتى الركبة بسبب الغرغرينا وتوفيت فريدا في 13 يوليو 1954 بعد بلوغها 47 من العمر بوقت قصير، وحرقت جثتها وفقاً لرغبتها وخلط رمادها برماد زوجها دييجو وتحول منزلهما الى متحف .

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 15050145_1266583946733066_337177826_n-300x112 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

وقالت فريدا قبل وفاتها “أتمنى أن يكون خروجي من الدنيا ممتعاً.. وأتمنى أن لا أعود إليها ثانية ” بتلك الكلمات نعت الرسامة فريدا كاهلو نفسها لتسدل الستار الأخير على حياة مليئة بالألم والتشوه الذي كان مصدر ينابيع الإبداع المتفجر بداخلها.

مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي 15049940_1266583903399737_809151692_n-205x300 (Frida Kahlo)  عندما يكون الرسم بمثابة رسائل من الألم   

          أعداد

رشا سعيد السهيلى

اخصائى نفسي