أخبار عاجلة
الرئيسية / في الصحافة / مقالات / السجن وعلاقته بالإضطرابات الإكتئابية
مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي -عنوان-1-6-e1537742423182-660x330 السجن وعلاقته بالإضطرابات الإكتئابية

السجن وعلاقته بالإضطرابات الإكتئابية

كتبت : دعاء عبدالرحمن
أخصائي العلاج النفسي وإعادة التأهيل والدمج – مؤسسة حياه فرع الإسكندرية
  • ماهو الاكتئاب ؟
  • الاكتئاب هو احد اكثر الاضطرابات النفسيه شيوعا وشهره , هو اعتلال نفسي وعقلي يصيب الشخص بالشعور الحزن والكدر المزاجي وفقدان التمتع بمباهج الحياه والشعور بعدم الفاعليه وغياب جدوى الحياه والاحباط كما يصيبه الشعور بالذنب .
  • وهو من أكثر الأمراض التي تؤثر في المجتمعات لأنها تصيب غالبا الشباب في سن العمل والانتاج وتقلل من القدره الانتاجيه للشعوب حيث أن الشخص المصاب به يفقد قدرته على العمل والدراسه وتكوين حياه اسريه سوية وفعاله .

وهو مصنف من ضمن اضطرابات المزاج Mood (Affective)Disorder

  • بعض انواع الاكتئاب :
  • الاكتئاب الموسمي Seasonal Affective Disorder
  • الهوس ( الابتهاج ) Mania
  • الاكتئاب الهرموني ( وهو المرتبط باختلال الهرمونات بالجسم مثل فترات مابعد الحمل والولاده والطمث والمصاحب لتناول العقاقير الهرمونيه )
  • اكتئاب الفقد .
  • اكتئاب عدم التكيف والمصاحب لسوء التوافق .
  • صنف مرض الاكتئاب بأنه ثاني اكبر مرض انتشارا بين السكان في العالم ,

وفقا لمنظمة الصحه العالميه WHO

في اليوم العالمي للصحة النفسية (الموافق 10 أكتوبر) إلى وضع حد لوصم المصابين بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية، وإلى تحسين إتاحة العلاج لجميع من يحتاجون إليه.

ويقدر عدد المصابون به بأكثر من 350 مليون فرد في العالم،

  • علاقة الاكتئاب بالأحتجاز :
  • تصنف المرور بتجربة الاحتجاز (السجن) المقيد لحرية الفرد من اكثر المواقف والخبرات الضاغطه التي من الممكن ان يمر بها الشخص , والتي تؤثر في شتى

مناحي حياته , كما تؤثر سلبا على صحته النفسيه والجسديه ومدى السواء العقلي والادراكي له .

من الجلي أن اخراج الشخص من بيئته المعتاده والمعروفه ودائرته الخاصه المألوفه له ومحيطه الامن بشكل قسري واجباره على قضاء فتره – تطول او تقصر – في مكان منعزل يختلط به بأشخاص غرباء عنه ويخضع فيه لقوانين خاصه تقيد حريته وتغير من روتينه اليومي وتبعده عن اسرته واصدقائه وعمله , هذه التجربه من اكثر التجارب

الصدميه المحفزه للاصابه بالاكتئاب ومدعاه للاصابه بأي اضطرابات نفسيه او عقليه اخرى .

  • نسب الاصابه في السجون:
  • تشير الدراسات أن نسبة الأمراض العقلية في الجناة مرتفعة حيث قدر مؤخرا أن ما بين 50-70% من الأفراد المحتجزين قد شخصوا بالاكتئاب أحادي القطب. كانت الطريقة التي تتم فيها إدارة الاكتئاب في السجون موضوع الكثير من النقاشات، وأشارت دراسة أمريكية – كانت قد أقيمت على (5.305) سجين في ولاية تكساس قد تم تشخيصهم بالاكتئاب – إلى وجود اختلافات كبيره في وصف أنماط واستخدام التدخلات النفسية والاجتماعية بين السجون.
  • الرعايه النفسيه في السجون :

تشير الدراسة أن أكثر من 20% من الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب من المحتجزين لم يتلقوا العلاج المناسب بالرغم من تأكيد التشخيص.

  • يعطي نقص الاهتمام بالرعايه الصحيه وخاصة النفسية في السجون المصريه وفي انحاء العالم دلائل غايه في الخطوره , حيث انه له تأثير سلبي على المجتمعات التي تفقد نسبه كبيره من الأفراد العاملين بها والقادرون على الانتاج والعطاء بأكثر من طريقه ,

تفقدهم أولا بالاحتجاز كعقوبه مدنيه لقاء ماتم ارتكابه من مخالفات قانونيه , كما انها تفقد ثانيا بتداعي قدراتهم النفسيه والعقليه وتهديد الصحه النفسيه لهم مما ينتج عنها استمرار لوضع انعدام الكفاءه والجاهزيه للعطاء والعمل والانتاج في المجتمع نتيجه لاصابتهم باضطرابات اكتئابيه وعدم حصولهم على العلاج المناسب مما يؤدي لتفاقم المرض والوضع النفسي ويتبعه في كثير من الاحيان اثار متبقيه في الادراك العقلي ويصيب باعطاب عقليه وادراكيه .

  • العلاج والحلول :
  • ترتكز العلاجات الاساسيه لمرض الإكتئاب على العلاج النفسي (CBT) , واحيانا يتم الاستعانه بالعقاقير النفسيه جنبا الى جنب مع العلاج النفسي المعرفي السلوكي.
  • من المفروغ منه ان اماكن الاحتجاز والسجون يجب ان يتوافر فيها اقسام خاصه لرعايه الصحه النفسيه بالسجناء لتقديم الدعم المعنوي والعلاج النفسي لمن بحاجه اليه .
  • توفير سبل للوقايه من الاصابه بمرض الاكتئاب بين السجناء عن طريق تقديم الدعم والمشورة ومحاولة التخفيف من الاثار السلبيه الناتجه عن ظروف السجن والاحتجاز , ولتجنب تفاقم الوضع والاصابه بضرر نفسي او عقلي دائم يستمر لما بعد الافراج عنهم.