مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي للتنمية والدمج المجتمعي
تمثل الصدمات في حياة كل منا شبح يطارده ويعطيه شعور بالإنعزال والعدوانية والقلق .. فانظر معي كيف باستخدام فرشاة ولوحة وألوان نلون تلك الصدمات ونزلزل أسس الأحزان التي بنيناها.
في ظل مشروع (نحو إعادة التأهيل وإعادة الدمج المجتمعي للسجناء في المجتمع مع التركيز على السجينات) الممول من مؤسسة درسوس الذي تقدم من خلاله مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعى خدماتها لإعادة التأهيل النفسي للسجناء والتي تتضمن أنشطة العلاج بالفن للمفرج عنهم ولأسرهم.
قامت رشا السهيلي أخصائية العلاج بالفن بالمؤسسة في الفترة من 19 أبريل إلى 21 أبريل 2017 بالمشاركة في ورشة عمل تم عقدها بمستشفى الرخاوى دار المقطم للصحة النفسية (بعنوان العلاج بالفن مع الأطفال مع التركيز على الصدمات).
وذلك تمهيداً لبدء جلسات العلاج بالفن مع أطفال السجينات من المستهدفين في مشروع (ابدأ-حياه) والذين سيتم استضافتهم في مراكز استضافة المؤسسة بالمحافظات المستهدفة للمشروع.
وكانت الورشة تناقش عدة موضوعات هامه وهى:
• لما العلاج بالفنون مع الأطفال؟ وما هى أهم طرق العلاج بالفن؟
• كيف يعمل العلاج بالفن؟
• العلاج بالفن مع تشخيصات محددة (الوسواس القهري – القلق – الصدمات الجنسية – الإكتئاب – البكم الإختيارى – فرط النشاط ونقص الإنتباه مع التركيز على اضطراب كرب ما بعد الصدمة)
• العلاج بالفن مع مجموعات الأطفال.
• ما هى صدمات الطفولة؟ ومصادر الصدمات (إساءة جنسية – جسدية – عاطفية – الجراحات والتشخيصات الطبية الخطيرة – الفقد أو الموت – الخطف أو التعذيب – مشاهدة أو العلم بالعنف المنزلي أو بحدث صادم – الإهمال – التغير في ديناميكيات العائلة)
• العوامل المؤثرة على وقع الصدمة على الطفل كالصحة النفسية، الصدمات السابقة، السن، النوع، المرونة وعوامل الحماية.
• كيف يتذكر الطفل الصدمة وتسجيل الشعور؟
• تكويد الحدث الصادم.
• تحلل التجربة الصادمة والآثار المترتبة عليها.
وكانت هناك الكثير من أوجه الاستفادة:
• معرفة كيف يعيد العلاج بالفن المشاعر المكبوتة لمستوى الوعي والتي يسمح باستكشافها من خلال الصور المبدعة.
• الاهتمام بكيفية استخدام العملية الإبداعية لمساعدة العملاء لزيادة بصيرتهم والتعامل مع الإجهاد والعمل من خلال التجارب المؤلمة.
• تحقيق قدر أكبر من تقدير الذات.
• كيفية تفعيل العلاج بالفن في مساعدة الأفراد ليثقوا بالمعالجين بشكل أكثر ويكونوا أكثر انفتاحاً.
• وصول الأفراد للراحة في التعبير عن أنفسهم مع الصور أو الرسومات من التحدث عن مشاعرهم.
• كيف يقلل الفن الحواجز التي يضعها الفرد لنفسه؟ فيجعله يتعامل مع مشاعره بصوره أفضل ويستعمل الخيال.
• ملاحظه عدم إسقاط وجهة نظر المعالج أو تصوره أثناء مناقشاته مع العميل.
• أهمية كيف تكون كمعالج حاضراّ بعقلك ومشاعرك مع العميل.
• استخدام أساليب الرسم و الصلصال وصندوق الرمال مع الأطفال وخاصة الذين تعرضوا لصدمات يساعد على التعبير عن المشاعر والتفريغ النفسي، يظهر المادة اللاشعورية، يسهل الإتصال اللفظي كما يجسد التمثيلات الداخلية في صور مرئية.
وتم عمل الكثير من الأنشطة المختلفة أثناء الورشة كاللعب والرقص والرسم الفردي والجماعي واللعب بالطين الصلصال وتمثيل الأدوار أيضاً بعض تمرينات الاسترخاء.
ومن الأنشطة التي كان لها تأثير بالغ في النفوس:
• نشاط الرسم داخل مجموعة مكونة من فردين بحيث يقسم الأفراد إلى مجموعات صغيرة وتقوم كل مجموعة باختيار الألوان والرسم على ورقة واحدة مشتركة دون التحدث معاً
– في المجموعة الأولى أخذ كل فرد منطقة خاصه به ورسم بها وكان كل فرد يشعر بالخوف من الاقتراب والرسم تجاه الآخر ولم يتخطى حدود منطقته.
– في المجموعة الثانية ساروا على نفس طريقة المجموعة الأولى إلا أن أحدهم بادر بالرسم تجاه الآخر مما شجعهم على الاندماج معاً.
– أما المجموعة الثالثة فكان بينهما تكامل في الرسم بحيث كانوا يتحدثون إلى بعضهم من خلال الرسم فمثلاً عندما قام أحدهم برسم شمس قام الآخر برسم بحر ثم نخله ثم مركب حتى أصبحت اللوحة في النهاية وكأنها لوحة لشخص واحد.
– بينما المجموعة الرابعة اتفقت منذ البداية على رسم شيء معين فكان طرف يركز على جودة الرسمة والطرف الاخر لم يهتم لذلك وبالتالى لم يفهم المهمة المطلوبة منه ونتج أن طرف واحد قام بإنهاء اللوحة بمفرده والآخر انسحب وطمست ألوانه وخطوطه مما أدى إلى شعوره بالغضب.
– أما المجموعة الخامسة فبدأت برسوم عشوائية في مناطق عشوائية وكانت تتحدث بالمشاعر حيث كان يراقب كل منهما الآخر في ردات فعله وتعبيرات وجهه وطريقة رسمه وبالرغم من اختلاف الرسومات داخل اللوحة إلا أنها انتهت وكأنها لوحة لشخص واحد.
• نشاط صينية الرمل وهو عبارة عن إناء واسع به كمية من الرمال وباستخدام مجموعة من الأشكال والمجسمات يقوم الشخص بعمل قصة على هذه الرمال سواء من وحي خياله أو قصة واقعية.
وكان هذا النشاط من أقسى الأنشطة التي سببت الكثير من الألم والحزن لأصحاب القصص المجسمة.
وأقيمت الورشة على يد المحاضرين:
(آنى كيري)
– الماجستير في العلاج التكاملي بالفن في يوليو ٢٠٠١ من جامعة مترو بوليتان شمال لندن (تكامل العلاج بالجشتالت، العمليات الجماعية، تحليل التعاملات، نظريات الارتباط بالموضوع، التحليل بطريقة يونج والعلاج النفسي الوجودي).
( د. حنان المزاحى)
– ماجستير طب الأطفال في 2006.
– الدكتوراة في الصحة النفسية عام 2016.
ومن خلال عمل المؤسسة مع الفئات المهمشة والسجناء والمفرج عنهم تبين أن الكثير منهم قد تعرضوا لصدمات سواء منذ الطفولة أو صدمات حديثة ذات وقع قوى فى نفوسهم نجد أن تلك الورشة تلعب أهمية قصوى في تفعيل دور العلاج بالفن لعلاج الصدمات عن طريق مجموعة من البرامج التي تنظمها وحدة التأهيل والدمج بالمؤسسة.
وقد تم إعادة تنفيذ تلك الجلسات مع حالات المؤسسة من خلال عدد من الجلسات التي تم تصميمها بعد تلك الورشة مباشرة.
وجدير بالذكر أن تلك الورشة ضمن مشروع (ابدأ_حياه) الممول من مؤسسة دروسوس والتي تأسست في أواخر عام 2003، كمؤسسة خاصة لا تهدف للربح لدعم تنمية المجتمع، ومقرها في زيوريخ، سويسرا. تلتزم المؤسسة بتمكين السكان المهمشين للعيش حياة كريمة. تسعى دروسوس لإحداث تغيير طويل الأجل من خلال المشروعات التي تدعمها في مصر والمغرب وتونس ولبنان والأردن وفلسطين وسويسرا وألمانيا.
تعمل دروسوس في مصر منذ عام 2007. تدعم المؤسسة بقوة المجالات التالية: توليد الدخل والحد من الضرر للفئات المعرضة للخطر، والحماية الاجتماعية وإعادة الإدماج، وتشجيع الأنشطة الإبداعية للشباب، فضلاً عن حماية البيئة.
حتى بداية 2016، قامت المؤسسة بدعم 54 مشروعاً في مصر، تخدم مجموعة واسعة من المستفيدين بما في ذلك الشباب والنساء والأطفال المهمشين.
مؤسسة دروسوس مستقلة أيديولوجياً وسياسياً ودينياً.
لمزيد من المعلومات:
الموقع على الإنترنت http://www.drosos.org
مكتب القاهرة: 26، شارع عرابي، شقة. 41
المعادى 11431، القاهرة – مصر
هاتف: +20 (2) 23 59 78 17
فاكس: +20 (2) 23 59 78 19
