مؤسسة حياه للتنمية والدمج المجتمعي للتنمية والدمج المجتمعي
الإهمال العاطفي من الوالدين تجاه أبنائهم أقسى من الإهانة الجسدية، فالطفل المهمل والمنبوذ والمرفوض يكتسب صفات إجتماعية سلبية، فيصبح كئيباً حاقداً منطوياً غير سوي لايقدر أن يواجه تحديات الحياة المختلفة في المستقبل.
فماذا عن طفلة يتيمة الأبوين وهم علي قيد الحياة؟؟ حياتها تتمثل في جدتها من الأب التي ترعاها وتعالجها، تسهر على راحتها، تشاركها دراستها والتي تعلمت القراءة والكتابة من أجلها.
<<شوق>> طفلة في الرابع عشر من عمرها بالصف الأول الإعدادي تعرضت لحادث في سن أربعة سنوات أدى إلي تشوه كامل في جسدها ووفاة أخيها الأكبر أثر حريق ناتج عن ماس كهربائي أثناء لعبها في ستارة بالمنزل وإنتقلت إلى مستشفى الجامعة بالزقازيق لتخضع لعلاج لمدة تزيد عن ستة أشهر لعلاج التشوهات وزراعة الشعر وفي هذة الفترة لم يزورها والديها إلا أربعة مرات على الأكثر أما من لعب دورهما فهي الجدة التي أنفقت كل ماتملك ولجأت إلى الاقتراض من بنك ناصر ومن الأهالي بفوائد زائدة لإستكمال علاج شوق حتى وضعت نفسها تحت طائلة القانون ليحكم عليها في إيصال أمانة بسجن سنة وألف جنيه غرامة وهي الآن هاربة.
أما الوالدين فالأم تُحمِل الطفلة مسؤولية وفاة أخيها مما ترتب عليه إرادتها في قتلها عدة مرات من خلال محاولة رميها من أعلى سور البلكونة بالدور الرابع ولكن الأب لحق بهم وعن طريق دفنها حية في قبر أخيها ويشاء القدر أن يأبي حارس القبر فتحه، وعلى غرار ذلك الضرب والتعذيب المؤدي إلى كسر الأسنان الأمامية ومعاملتها على أنها خادمة حينما تذهب لرؤية إخوتها الثلاثة.
والأب صاحب المقهي يخشى الزوجة فحينما يقف إلى جوار ابنته تهدده بترك المنزل وهنا يضيع حق الطفلة في أن تعيش طفولتها بين أبويها وإخوتها.
ومن هنا طرقت الجدة باب المؤسسة آملة في المساعدة فكانت وحدة التأهيل والدمج لها بالمرصاد حيث حملت على عاتقها مسؤولية العلاج النفسي للطفلة مع متابعة قضية الجدة من خلال الوحدة القانونية بالمؤسسة.
ووضع برنامج علاجي لها يشمل جلسات علاج فردي وعلاج بالفن و احتفلت مؤخراً معها بنجاحها في الترم الأول من هذا العام فأصبحت المؤسسة بمثابة بيتها الثاني الذي تجد فيه الأمان والتقبل من جميع الأفراد وتستهدف المؤسسة في الفترة القادمة أهلها أملاً في لم الشمل…….
